دراسات كفيلة بإبتكار حلول فاشلة

دراسات «الإنترلوب»

رانية سليمان سلامة

"الإنترلوب" وفي رواية أخرى "الطرلب" مصطلح قد يكون حقيقياً لجزء من الدماغ معني بإفراز هرمونات لها وظيفة محددة، غير أن الأرجح من وجهة نظري هو أنه اختراع يعود للممثل محمود عبدالعزيز في أحد أفلامه، تذكرته وأنا أقرأ دراسة علمية تهدف إلى البحث عن الاختلافات التشريحية بين عقل المرأة وعقل الرجل، وسبب حلول الذكرى في عقلي هو أن المصطلحات التي وردت في التقرير العلمي كانت أكبر حتى من قدرة جوجل على الترجمة، وثانياً لأن النتيجة في نهاية المطاف كانت مخيبة تماما كما خابت تجربة استئصال الإنترلوب وزراعته في الفيلم الشهير.


الدراسة تقوم على فكرة أن الفارق في حجم أجزاء الدماغ يعني الفارق في تأدية وظيفتها، وقد يكون هذا صحيحا لكن ليس بالضرورة أن يكون الأكبر أقوى والأصغر أضعف ولنا في الفيل والأسد عبرة.


تعتقد الدراسة أن ما اسمه يشبه "الطرلب" أكبر في عقل المرأة مما يجعل لديها قدرة أكبر على اتخاذ القرار وحل المشاكل وفك العقد بعيداً عن عقد السحر التي لم ترد في الدراسة، كما أن الجزء المعني بالتفاعل العاطفي متضخم عند المرأة، بينما الجزء الذي يساعد على تحديد المواقع والتحركات أكبر عند الرجل.


ومن جهة أخرى ترجح الدراسة أن ذاكرة المرأة تختلف عن الرجل، لأن الرجل إذا أراد أن يستعيد مشهدا ما يتذكر أبرز ما فيه بينما المرأة تتذكر التفاصيل، وهذا يعني أن على الرجل ربما أن يشتري "كرت ذاكرة" إضافيا.
المثير أن الجزء المعني بمقاومة الألم يختلف هيكله عند المرأة عن الرجل، وهذا يفسر من وجهة نظر التقرير لماذا قد تشعر المرأة بألم لفترة أطول من الرجل كما يوضح سبب عدم تأثير العقاقير المهدئة والمسكنة على المرأة بقدر تأثيرها على الرجل مما يعزز أهمية إيجاد مسكنات خاصة بالمرأة، ويمكننا إذا أردنا الاستشهاد بذلك لإيجاد مستشفيات وأسواق ومدن ودول خاصة بالمرأة.


الصحة العقلية فيها مساحة أخرى من الفوارق، فالنساء عرضة أكثر من الرجال بضعفين للتعرض لحالات الاكتئاب، بينما الذكور في مراحل مبكرة من العمر أكثر عرضة للإصابة بحالات الانطواء وصعوبة التعلم وضعف التركيز وحالات فصام الشخصية.


المدمنون من الرجال يلجأون بنسبة أكبر إلى الكوكايين ويكون ذلك لمواجهة مشاكل أغلبها اجتماعية، ولكن إذا تعاطت المرأة الكوكايين فهي تقع في الإدمان أسرع من الرجل ويكون علاجها كذلك أصعب، وهذا باعتقادي "غير العلمي" صحيح ليس فقط فيما يتعلق بإدمان المخدرات ولكن تعاني المرأة أكثر من الرجل من حالة إدمان الأماكن والأشخاص والعادات وتحليلي القائم على مشاهدات يؤكد أن السبب ليس التكوين العقلي بقدر ماهو "الفراغ" الذي يعتبر ثغرة للإدمان ومحاولة تصيب أو تخطئ لتلبية "شغله" نفس الذكر أو الأنثى.


لم أكن مطمئنة إلى منطقية نتائج الدراسة التي نشرتها بعض المجلات العلمية حتى أكد ظنوني تعليق أحد العلماء موضحاً أن التجارب قد تمت على الحيوانات وبعض الرجال المتطوعين فقط، مما يعني أن كل ماهو متعلق بالمرأة من استنتاجات قد لايكون صحيحا، كما يكشف هذا العالم عن أن أغلب الدراسات والتجارب التي تندرج تحت هذا التصنيف نادراً ما تخضع لها الأنثى حتى ولو كانت أنثى الفأر.


لا أدري إن كان ذلك أمرا له علاقة بالتمييز الجنسي أو الخوف الأنثوي، ولكن دراسات من هذا النوع خطيرة وكفيلة بابتكار حلول تنجح على الحيوان وتفشل على الإنسان تماماً كما كان يستغرب الفنان محمود عبدالعزيز بعد استئصال ""طرلبه" من أن (القرد لسه بينطنط) بينما هو يعاني من أمراض انتهت بالاختلال العقلي.

رئيسة تحرير مجلة عربيات الإلكترونية
[email protected]
المصدر: صحيفة عكاظ